حوار الشاعر المتظلم

حوار الشاعر المتظلم
بعد إعلان نتائج مسابقة شاعر الخليل
29/10/2014
(نسخة عن ذاكرة برنامج واتس أب)

السلام عليكم دكتور
أنا سليمان بن سامي الحسني، صاحب نص “سليل الردى” أو “ركوع على ثنية الوداع” بعد التعديل.
أرغب في التواصل معكم والتعلم منكم، فأحتاج لمن يعينني على تطوير مستوى شعري لأنني غير راض عنه البتة.
فهل تقبلونني تلميذا لديكم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك يا حسني
وحبا وكرامة ونعمة عين

بسم الله الرحمن الرحيم
حرقة
ما بالُ قلبِك نائيْ الطرفِ ساهيْهِ
يُرددُّ الصدْرَ من أُرجوزةِ التيهِ
إذا نسى مقطعًا -إذ صار يُزعجِه
نَكْزٌ- يقوم شريط الدهرِ يُمليهِ
تَلاعَبُ الريحُ في بحر الهموم به
لا الرفعُ يُنقذهُ، لا الخفضُ يُرديه
وصلَّبتْهُ بِعُودِ العجْزِ مُنْفردًا
ولا شبيهَ من التصليبِ يفديهِ
لو يعلمُ الناسُ ما في الصدر مُختلجًا
ظنوا الجنونَ قد استشرى بِراعيهِ
Ù…ÙŽÙ† كان يرضعُ “حِطِّينًا” وتَبْدؤهُ
بعد الفِطامِ بِ”صَبْرا”.. كيف تُلفيهِ؟!
من علّموهُ بأن الصبح يحرسُه
فما رأى حَولَهُ إلا دياجِيْهِ
من أخبروهُ بأن اللهَ سَيِّدُهُ
فأبصرَ الناسَ عُبّادًا لِواليهِ
من شَبّ يسمعُ: “إنّا قادمونَ أيا
أقصى”.. وشابَ وكادَ الدهرُ يُنسيهِ
سِتّونَ عامًا ولم تبلغْهُ خيلكمُ؟!
يا نُزّهَ العجزُ عنكم كلَّ تنزيهِ!!
وكيف يبلغُهُ مَن بات في يدِه
كأسٌ، وغانيةٌ حمراءُ تسقيهِ
أم هلْ حسبتُم عُلوَّ الصوتِ ينفعُه؟!
كان الحمار إذن ليثًا بِناديه!
نظلُّ نُطلقُ حرفَ الشَّجْبِ في سَخَطٍ
عزَّ الرصاصُ لغيرِ الطيرِ والشِّيهِ
ونسكبُ الدمعَ شلالا، فيعقبُهُ
بحرٌ منَ اللّهْوِ قدْ أمسى يُرابيهِ
ونقطعُ الوعدَ تِلْوَ الوعدِ مُنْتَكِثًا
إذ قد نبا السيفُ لا تجري مَواضيهِ
ونشتمُ الخصمَ حتى نفتري جُمَلاً
لم تُدْرَ قبلُ، فيأتي ردُّهُ: “إيهِ..!”
ما أتعسَ الأمَّةَ الشّلاّءَ ينهشُها
نابُ الزمانِ وتفريها عواديهِ
يا تعسَها، عزُّها في القبرِ مُضطجعٌ
فما لها شُغُلٌ إلا مراثيهِ
قرّت بها عينُها في منزلٍ أنِفَتْ
منهُ البهائمُ، حتى الذلُّ ينفيهِ
أَكُنْتَ أبصرتَ سَجّانًا يعيثُ على
جِسم العِبادِ كأنّ اللؤم يُنشيهِ
يلهو بهمْ مثلَ رَوْثِ البَهْم في وَسَنِ
وهُمْ كلاب له تُصغي وتُلهيهِ!
لولا النبيُّ لقالوا إن مَن لزمتْ
شقاوةٌ، لَمشى من عِرقِهم فيهِ
بكلِّ يومٍ لهم جُرحٌ، فما نشفتْ
دماهُ إلا لهُ جُرْحٌ يُواسيهِ
مرثيةٌ بُدِئَ الأقصى بِمطلَعِها
مِن طولِها كادت الأسماءُ تُواريهِ
لقدْ عهدناه من دهْرِ الصِّبا زمنًا
نبثُّهُ الحُزْنَ طورا.. ثم نبكيهِ
حتى كبرنا، وأمسى بيننَا طَلَلاً
فالريحُ تسفيهِ والأيام تُبليهِ!
لولا بقيةُ أحرارٍ بهِ ثبتوا
كَشَوْكَةٍ لِعَدوِّ اللهِ تُشقيهِ
جزمتُ أَنّا مدى النسيانِ نَحذِفُهُ
كما رمى الزبلَ جوفَ البحرِ راميهِ
والشِّعرُ لو أنصفَ الأقصى مُصيبَتَهُ
كانت صواعقَ في الأعدا قوافيهِ
أو أنصفَ الدمعُ هَولَ الخَطْبِ لانقلبتْ
على اليهودِ براكينًا مآقيهِ
أو أنصفَ الكَلِمُ الأحداثَ لامتزجتْ
بهِ الرّياحُ أعاصيرًا فتُزْجيْهِ
أو أنصفَ القلمُ الثرثارُ كانَ غَدَا
سيفًا تحقَّقَ وَجْهَ المَوتِ رائيهِ
أو أنصفَ الكفُّ لم تجعلْ تُلَوِّحُهُ
للوغد إلا لِتغشاهُ غَواشيهِ
لكنْ عمدتَ لركْبِ الهُوْنِ مُمْتثلاً:
“تجَنّب الشرَّ واسمُد يا مُغَنِّيهِ!”
نادتك ليلى.. فيا أهلا بدعوتها
وصائحُ القُدسِ ليتَ العيّ يُخسيهِ
لعلّ عُذرَكَ أن الدهرَ مُنقلبٌ
فسيّدُ الأمس.. صبحُ اليومِ سابيهِ
أو الرّدى فجعَ الأقوامَ كُلّهمُ
فأنتَ حيرانُ، مَن مِنهم تُعزيهِ
أو أنما العجز داءٌ لا دواءَ له
فمُبتلاهُ دواءُ الصَّبرِ يكفيه
أوِ القناعةُ كنزٌ لا فناءَ لهُ
فاملأ فؤادَك منها.. سوفَ تُغنيه
سبعون عُذرًا.. تَخيّرْ ما أردتَ بها
والعذرُ أقبحُ أحيانًا لمُلقيهِ
ألا لك اللهُ يا أقصى -وحسبُكَ- دع
سُؤْلَ اللئيم فلن تَنْدى أياديْهِ
ودع قطيعا مِن الأكباش ليس لهُ
إلا التّناطحُ، والجَزّارُ يُفنيهِ
لا.. لن أقول بأنّا قادمون غدًا
فالوعدُ دَيْنٌ وإنّي لا أُوَفّيهِ
والذنبُ إن كان مفضوحًا على عَلَنٍ
فأحمقُ الناس من قد باتَ يُخفيهِ
لكن أقول لهذا الجيلِ ليس لَها
فارقبْ لتاليهِ.. أو .. فارقُبْ لتاليهِ!
تمت بحمد الله
سليمان بن سامي الحسني
هذه قصيدة كتبتها من فترة، أرجو إبداء ملاحظاتكم عليها
أرجو ألا أكون ثقلت عليكم دكتور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله يا سليمان
وأحيانا بك
ولا فض فوك
وعذرا على التأخر
فقد شغلتني عنك شواغل لا تدانيك
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أنت شاعر أصيل واعد
فأذع ثم أذع ثم أذع
ولا تحرمني نتائج قريحتك أبدا
أكرمك الله ووفقك وسددك وثبتك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبدا جزاك الله خيرا، أنت المحسن
أشكرك على طيب عبارتك معي دكتور.
ولكن أصدقك القول، فقد أتخمت من المدح والثناء على قصائدي مع علمي بأنها لا تبلغ ما يقال فيها إذا ما قورنتُ مع بعض أقراني.
وهو ما حصل في المسابقة
وإنما أبحث عمن يصقلني ويدلني على كوامن النقص والخلل فأنبذها، ويرشدني إلى نقاط القوة والتمكن فألزمها
وبارك الله لكم فيما تبقون، وآجركم على ما تنفقون

تقصد الثناء الذي لا فوز معه
لا بأس عليك
إن هذا الثناء أفضل من الجوائز
ثم هي به في الطريق
ولو كنت تقدمت بحرقتك هذه الحارقة -قدر الله وما شاء فعل- ووصلتني لم تفلتها إحدى الجوائز
ولكنك تقدمت بركونك إلى التكرار
الذي لا يعلم غير الشطار

لا يهمني الفوز بقدر ما يهمني التفوق الحقيقي الذي يقنعني أنني تجاوزت أقراني حقا.
حقيقة فاجأتني ملاحظتكم علي بقدم التشبيهات والأسلوب، لأن تلك القصيدة بالذات اخترتها لكوني حرصت على التجديد فيها
لذا فخير فضل تتفضل به علي أن تعلمني مواضع القدم والتكرار في قصيدتي على الأقل، حتى أفهم القضية وأحسن التصرف في القادم.

جميل
لقد كنت أشبه بالواقفين على الأطلال من جهة وبواصفي المواضع التي مرت عليها قافلة قبيلة الراحلين من جهة أخرى
أشبهتهم اختيارا
وأشبهتهم تتبعا
وأشبهتهم وصفا
وأشبهتهم عبارة
ولا بأس
فهذا أول التجريب
ولكنني إذا خيرت قضيت للتي اشتملت على مزايا قصيدتك ومزايا الخصوصية كذلك
ومن أين تنبع الخصوصية التي تمكن من الجودة
تنبع من خصوصية التجربة التي لم يجربها أحد غيرك حقيقية أو حكما
ومن خصوصية التعبير الذي لم يعبره أحد غيرك حقيقة أو حكما كذلك
ثم الأمور نسبية
أي لا أدعي أن أية قصيدة قد بلغت الكمال
بدليل أنه لم تزد درجة أية قصيدة عن درجة الجيد تقريبا
ولكن نختار ما نختاره بالقياس إلى ما معه
بارك الله فيك
ووفقك وسددك وثبتك
آمين

جزاك الله خيرا.
ولو أفدتني بنماذج من القصيدة مع تعليقك عليها حتى تتضح لي الصورة بشكل أفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
ركوع على ثنية الوداع
دنا البينُ، وَجّه للتجلّدِ خافقًا *** يكادُ من الأنّاتِ والحزنِ يُسمَعُ
إذا الدهرُ أورى جَنّتيهِ بجذوةٍ *** فلا الغيمُ يُطفيها.. ولا البحرُ ينفعُ
وطُف حولَ أركان الوداعِ مُلبّيًا *** لصوتِ مُنادٍ بالنوازل يَصدعُ
وصلِّ صلاة الدمعِ فوقَ ثَنِيِّةٍ *** على حَرفِها كلُّ الأخِلاّءِ رُكّعُ
تَناظرُ طيفَ الشمسِ عندَ غروبها *** وتسألك العينان عنها: أترجع؟؟
أعارتكَ من آصالِها حُمْرَةَ الأسى *** وأهدتْ بريقا في مآقيكَ يلمَعُ
إذا كان كفُّ الصبْحِ يحملُ فُرْقَةً *** فلستُ إلى إشراقهِ أتَطَلّعُ
وما تنفعُ الإنسانَ أنوارُ يومِه *** وليس له في القلبِ نورٌ يُشعشعُ؟
وهل تشرقُ الأيامُ إلا عليهمُ؟ *** فإنْ ودَّعُوا.. فهي الشموسُ تُوَدِّعُ
كأن جفوني حين ولّى ركابُنا *** -ضحىً- لجميعِ الماءِ في الأرضِ مَجْمَعُ
تراودني أطيافهم ساعةَ الدجى *** وأذكرهم في كل ما كان يسطَعُ
غدوتُ إليهم بالسرور مُحمّلاً *** ورحتُ ولي في الصدر همٌّ مزعزعُ
وكم قد خَبِرتُ البينَ حتى ظننتُني *** تعودتُه.. حتى إذا عاد أجزعُ!
ولستُ أراهُ غيرَ نسْلٍ من الردى *** ومَن أشبهوا آباءَهم لم يُشّنَّعوا
فحتامَ يشري البينُ روحي نسيئةً؟ *** ولم يُبقِ منها الدهرُ مما يُروِّعُ!
إلى اللهِ قُرباني ليحْفَظَ مُقْلةً *** بأرضِ سناوٍ –لي- بعينيه تُصنَعُ
إذا ما شرعتُ السيرَ عنها مُوَلِّيًا *** فروحي إليها تُستَحثُّ وتَنزِعُ
ولستُ بِسالٍ عن هواها، وإنني *** لدى ذكرِها يُصغي فؤادي ويخشعُ
أودِّعُها أُغضي بطرفي من الأسى *** وقافيتي حَرّى تئنُّ وتدمعُ
وبي لوعةٌ كادتْ لِتودي بمهجتي *** ولكنْ بآمال اللقا أَتَشَفَّعُ
تمت بحمد الله
القصيدة

أحسنت
خففت عني
فاصبر علي حتى أفرغ من بعض أشغالي
وتشتغل أنت بما بين يديك
ولاسيما أننا تآنسنا الليلة

تفضل دكتور متى ما أحببت، أنت المحسن

بني الكريم سليمان الحسني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك
أسأل الله أن تكون بخير أنت ومن تحب
قد نظرت في قصيدتك المشاركة في مسابقة شاعر الخليل مرة أخرى
أتذكر ما حملني على تأخيرها عن أربع المراتب
فذكرت ما يأتي
أن موضوع القصيدة مستهلك
الرحيل والوداع والبين والحزن والحنين
وأن أكثر صورها مأثور
ظهور خفقان القلب واشتعال الكمد وحمرة الأسى وإعارتها ونور القلب وتوديع الشموس والهم المزعزع ونسل الردى…
وأن بعض تعبيراتها غير مطمئن في بيئته الشعرية
وجه للتجلد ومن أشبهوا آباءهم لم يشنعوا ويشري نسيئة وإلى الله قرباني. ..
وألا سكوت مع هذه الفصاحة على كسر باء خبر ولا على صياغة تركيب كادت لتودي
وألا جديد بمفاصل القصيدة وكأنها تتبع تاريخي جغرافي لا تركيب فني مدهش باختلاط المتوقع وغير المتوقع
أظن أن ذلك مما أطال بي الوقوف عليها وحيرني في أمرها حتى فصلت بينها وبين غيرها مما يباعدها ويقاربها
وشهادة أدين بها أن مستواك لا يقل عن بعض من كرموا
وعما قريب تجد مصداق ما أقول
على أن تعينني على نفسك بدوام التثقف والتطلع والتجريب
وأن تختزن غضبك لتجويد عملك
وفقك الله وسددك وثبتك
آمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله دكتور أنا بنعمة وعافية
أولا أعتذر منك، فلم أر رسالتك إلا الآن.
وكثيرا ما يحصل خلل بالبرنامج فلا أتلقى إشعارا ببعض الرسائل
وأشكرك جزيلا على ما أفدتني به، وسأسعى لالتزامه بإذن الله.
آجركم الله فيما أنفقتم وبارك لكم فيما أبقيتم

Related posts

Leave a Comment